معنى المؤلفة عند أهل التفسير و أهل الفقه


بسم الله الرحمن الرحيم
الأسرة       : ابن ماجه
 الرئيسة   : ملكة المأمونة موسماري
السؤال   : ما معنى المؤلفة عند أهل التفسير و أهل الفقه؟
معنى المؤلفة عند أهل التفسير :
1.   قال الإمام السيوطي : (والمؤلفة قلوبهم) هم قوم كانوا يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اسلموا، وكان يرضخ لهم من الصدقات، فإذا أعطاهم من الصدقة فأصابوا منها خيرا قالوا: هذا دين صالح، وإن كان غير ذلك، عابوه وتركوه.[1]
2.   قال الإمام  النيسابوري : (والمؤلفة قلوبهم) هم قوم من أشراف العرب استألفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليردوا عنه قومهم ويعينوه على عدوه منهم عباس بن مرداس، و عيينة بن حصن والأقرع بن حابس كان يعطيهم سهما من الزكاة و قد أغنى الله المسلمين على ذلك.[2]
3.   قال الإمام القرطبي :(والمؤلفة قلوبهم) هم قوم كانوا في صدر الإسلام ممن يظهر الإسلام، يتألفون بدفع سهم من الصدقة إليهم لضعف يقينهم. [3]
4.   قال الإمام البغوي : (والمؤلفة قلوبهم) هم المستحقين للصدقة. وهم قسمان قسم مسلمون و قسم كفار. فأما المسلمون فقسمان قسم دخلوا في الإسلام و نيتهم ضعيفة فيه. والقسم الثاني أن يكون قوم من المسلمين بإزاء قوم كفار من موضع متناء لا تبلغهم جيوش المسلمين إلا بمؤنة كثيرة و هم لا يجاهدون إما لضعف نيتهم أو لضعف حالهم. و أما الكفارمن المؤلفة فهو من يخشى سره منهم أو يرجى إسلامه، فيريد الإمام أن يعطي هذا حذرا من شره أو يعطي ذلك ترغيبا به في الإسلام.[4]
5.   قال الإمام الألوسي البغدادي : (والمؤلفة قلوبهم) وهم كانوا ثلاثة أصناف. صنف كان يؤلفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلموا. و صنف أسلمو لكن على ضعف فكان عليه الصلاة و السلام يعطيهم لتقوي نيتهم في الإسلام. و صنف كانوا يعطون لدفع شرهم عن المؤمنين، و عد منهم من يؤلف قلبه بإعطاء شيئ من الصدقات على قتال الكفار و مانعى الزكاة.[5]
6.   قال الإمام البروسوي : (والمؤلفة قلوبهم) وهم طائفة من العرب لهم قوة وأتباع كثيرة منهم مسلم و منهم كافر  قد أعطوا من الصدقة تقريرا على الإسلام أو تحريضا عليه أو خوفا من شرهم. [6]
معنى المؤلفة عند أهل الفقه :
1.     قال الإمام النووى : المؤلفة و هم ضربان ، مسلمون و كفار، فأما الكفار فضربان: ضرب يرجى خيره و ضرب يخاف شره. وأما المسلمون فهم أربعة أضرب : أحدها قوم له شرف فيعطون ليرغب نظائرهم في الإسلام، و الثاني  قوم أسلموا و نيتهم في الإسلام ضعيفة فيعطون لتقوي نيتهم، والثالث  قوم يليهم قوم من الكفار ان أعطوا قاتلوهم، والرابع  قوم يليهم قوم من أهل الصدقات ان أعطوا جبوا الصدقات. [7]
2.     قالالإمامابن قدامة : المؤلفة ضربان كفار و مسلمون و هم جميعا السادة المطاعون في قومهم و عشائرهم. فالكفار ضربان : من يرجى إسلامه فيعطى لتقوى نيته في الإسلام و تميل نفسه إليه فيسلم و من يخشى شره و يرجى بعطيته كف شره و كف غيره معه. و أما المسلمون فأربعة أضرب : (1) قوم من سادات المسلمين لهم نظراء من الكفار، (2) سادات مطاعون في قومهم يرجى بعطيتهم قوة إيمانهم و مناصحتهم في الجهاد، (3) قوم طرف بلاد الإسلام إذا أعطوا دفعوا عمن يليهم من المسلمين، (4) قوم إذا أعطوا أجبوا الزكاة ممن لا يعطيها إلا أن يخاف. [8]
3.     قالالشيخ ابن عابدين الدمشقيالمؤلفة قلوبهم كانوا ثلاثة أقسام: قسم كفار كان - عليه الصلاة والسلام - يعطيهم ليتألفهم على الإسلام و قسم كان يعطيهم ليدفع شرهم و قسم أسلموا وفيهم ضعف في الإسلام[9]
الخلاصة :
معنى المؤلفة عند المفسرون طائفة من العرب استألفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم مسلم و منهم كافر  قد أعطوا من الصدقة تقريرا على الإسلام أو تحريضا عليه أو خوفا من شرهم.
معنى المؤلفة عند الفقهاء هم المسلمون يعطون الصدقة ليرغب نظائرهم في الإسلام أو لتقوي نيتهم في الإسلام أو قوم يليهم قوم من الكفار ان أعطوا قاتلوهم أو قوم يليهم قوم من أهل الصدقات ان أعطوا جبوا الصدقات، والكفار من يرجى إسلامه فيعطى لتقوى نيته في الإسلام و تميل نفسه إليه فيسلم و من يخشى شره و يرجى بعطيته كف شره و كف غيره معه.


[1]جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت. 911 ه)، الدر المنثور في التفسير المأثور، (بيروت: دار الكتب العلمية، 1411ه- 1990 م)، ج. 3, ص. 450
[2]أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري (ت. 468 ه)، الوسيط في تفسير القران المجيد، (بيروت: دار الكتب العلمية، 1415ه-1994م)، ج. 2، ص. 506
[3]أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، تفسير القرطبي، (مصر: دار الريان التراث،دت)، ج. 5، ص. 3017
[4]أبي محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي (ت. 516 ه)، تفسير البغوي، (بيروت: دار الكتب العلمية، 1414ه-1993م)، ج. 2، ص. 256
[5]أبي الفضل شهاب الدين السيد محمود الألوسي البغدادي (ت. 1270 ه)، روح المعاني في تفسير القران العظيم والسبع المثاني، (بيروت: إحياء التراث العربي، 1405 ه-1985 م)، ج.5، ص. 122
[6]اسماعيل حقي بن مصطفى الحنفي الخلوتي البروسوي (ت. 1127 ه)، روح البيان في تفسير القران، (بيروت: دار الكتب العلمية، 1423ه- 2003 م)، ج. 3، ص.  475
[7]أبي زكريا محي الدين بن شرف النووى (ت. 676ه), كتاب المجمع فى شرح المهذب, (جدّة: مكتبة الإرشد, د ت)، ج. 6، ص. 179
[8]أبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الجماعلي الدمشقي الصالحي الحنبلي (ت. 620 ه)، المغني، (الرياض: دار عالم الكتب، 1417ه-1997م)، ج. 9، ص. 317
[9]محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز عابدين الدمشقي (ت. 1252ه)، رد المحتار على الدر المختار، (بيروت: دار الفكر، 1412ه-1992م)، ج. 2، ص. 342

Komentar